منتخب اسبانيا لكرة القدم هو أحد أشهر وأنجح المنتخبات في تاريخ هذه الرياضة. يلقب بـ"لاروخا" أو “الأحمر” نسبة إلى لون قميصه، أو بـ"لاماتادور" أو “مصارع الثيران” نسبة إلى رياضة شعبية في اسبانيا. يشرف على شؤونه الاتحاد الملكي الاسباني لكرة القدم، ويعد من الاتحادات المؤسسة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في عام 1954.
في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ منتخب اسبانيا والألقاب التي حققها على المستوى العالمي والأوروبي، وسنستعرض أبرز اللاعبين والمدربين الذين ساهموا في إنجازاته، وسنلقي نظرة على التحديات والآمال المستقبلية لهذا المنتخب.
تاريخ منتخب اسبانيا
البدايات
تأسس الاتحاد الاسباني لكرة القدم في عام 1909، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 1913. خاض منتخب اسبانيا أول مباراة دولية له في عام 1920 ضد منتخب الدنمارك في إطار الألعاب الأولمبية، وفاز بهدف نظيف. حقق المنتخب الاسباني أول إنجاز له بالحصول على الميدالية الفضية في تلك الألعاب، بعد خسارته في النهائي أمام منتخب بلجيكا.
شارك منتخب اسبانيا في نهائيات كأس العالم لأول مرة في عام 1934 في إيطاليا، ووصل إلى ربع النهائي قبل أن يخسر أمام المنتخب المضيف والبطل لاحقا. منعت الحرب الأهلية الاسبانية والحرب العالمية الثانية منتخب اسبانيا من المشاركة في أي بطولات دولية حتى عام 1950، عندما عاد للمشاركة في كأس العالم في البرازيل، وحقق أفضل نتيجة له حينها بالوصول إلى المركز الرابع.
الفترة الذهبية
عرفت الفترة ما بين عامي 2008 و2012 بالفترة الذهبية لمنتخب اسبانيا، حيث حقق المنتخب ثلاثة ألقاب كبرى متتالية، وهي كأس الأمم الأوروبية 2008 في النمسا وسويسرا، وكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وكأس الأمم الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا. وبذلك أصبح منتخب اسبانيا أول منتخب يحقق هذا الإنجاز في تاريخ كرة القدم.
كانت هذه الفترة مميزة بالنسبة لمنتخب اسبانيا، حيث ظهر بأسلوب لعب رائع يعتمد على الاستحواذ على الكرة والتمريرات السريعة والدقيقة، والذي يعرف بـ"تيكي تاكا". كما تميز المنتخب بوجود جيل من اللاعبين الموهوبين والمخضرمين، مثل إيكر كاسياس، وسيرجيو راموس، وكارلوس بويول، وتشابي ألونسو، وتشافي هرنانديز، وأندريس إنييستا، وديفيد فيا، وفرناندو توريس، وغيرهم. كما كان للمدرب لويس أراغونيس، الذي قاد المنتخب من 2004 إلى 2008، وخليفته فيسنتي ديل بوسكي، الذي قاد المنتخب من 2008 إلى 2016، دور كبير في تطوير أداء وروح المنتخب.
الانحدار والتجديد
بعد فترة الذهبية، شهد منتخب اسبانيا انحدارا في مستواه ونتائجه، حيث خرج من الدور الأول في كأس العالم 2014 في البرازيل، وخسر في دور الستة عشر في كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا، وخسر في نصف النهائي في دوري الأمم الأوروبة في عام 2018 في البرتغال. كانت هذه النتائج نتيجة لتقدم عمر بعض اللاعبين الأساسيين وانسحابهم من المنتخب، وظهور منتخبات أخرى أكثر قوة وتنوعا في أوروبا والعالم، وتغيير المدربين والأساليب بشكل متكرر.
مع ذلك، بدأ منتخب اسبانيا في تجديد صفوفه وإعادة بناء فريقه، حيث استعان بلاعبين شباب وموهوبين، مثل دافيد دي خيا، وداني كارفاخال، وخوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، وكوكي، وإيسكو، وماركو أسينسيو، وساؤول نيغويز، وروبرتو فيرمينو، وألفارو موراتا، وغيرهم. كما اختار المنتخب مدربا جديدا هو لويس إنريكي، الذي سبق له تدريب برشلونة وروما وسيلتا فيغو، والذي يمتلك خبرة ورؤية وطموحا لقيادة المنتخب إلى العودة للمنافسة على الألقاب.
الألقاب العالمية
كأس العالم 2010
كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا هي أهم وأعظم لقب حققه منتخب اسبانيا في تاريخه، حيث توج بطلا للعالم لأول مرة في تاريخه، بعد أن كان أفضل منتخب في البطولة من حيث الأداء والنتائج. بدأ المنتخب البطولة بخسارة مفاجئة أمام سويسرا بهدف نظيف، لكنه تعافى بعد ذلك وحقق انتصارات متتالية على هندوراس وتشيلي والبرتغال وباراغواي وألمانيا، ليصل إلى النهائي لمواجهة منتخب هولندا. كانت المباراة النهائية مثيرة ومتقاربة، واستمر التعادل السلبي حتى الوقت الإضافي، حيث سجل أندريس إنييستا هدف الفوز واللقب لمنتخب اسبانيا في الدقيقة 116، ليثير الفرحة والاحتفالات في صفوف اللاعبين والجماهير الاسبانية.
كأس القارات
كأس القارات هي بطولة دولية تقام كل أربع سنوات، وتجمع بين بطل كأس العالم وبطل كل قارة، بالإضافة إلى منتخب البلد المضيف. شارك منتخب اسبانيا في هذه البطولة ثلاث مرات، وهي في عامي 2009 و2013 و2017. حقق المنتخب أفضل نتيجة له في عام 2009 في جنوب أفريقيا، حيث وصل إلى النهائي بعد أن فاز على نيوزيلندا والعراق وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، لكنه خسر في النهائي أمام منتخب البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدفين. في عام 2013 في البرازيل، خرج المنتخب من الدور نصف النهائي بعد خسارته أمام منتخب البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة، وحصل على المركز الثالث بعد فوزه على منتخب إيطاليا بركلات الترجيح. في عام 2017 في روسيا، خرج المنتخب من الدور الأول بعد تعادله مع منتخبي البرتغال والمكسيك، وخسارته أمام منتخب تشيلي.
الألعاب الأولمبية
الألعاب الأولمبية هي أكبر حدث رياضي في العالم، وتقام كل أربع سنوات، وتضم العديد من الرياضات، من بينها كرة القدم. شارك منتخب اسبانيا في الألعاب الأولمبية 11 مرة، وهي في عامي 1920 و1924 و1928 و1968 و1976 و1980 و1984 و1992 و1996 و2000 و2012. حقق المنتخب ثلاث ميداليات في هذه البطولة، وهي ميدالية فضية في عام 1920 في أنتويرب، وميدالية ذهبية في عام 1992 في برشلونة، وميدالية فضية في عام 2000 في سيدني. كانت الميدالية الذهبية في عام 1992 هي أول لقب أولمبي لمنتخب اسبانيا في كرة القدم، وكان ذلك بفضل جيل من اللاعبين المميزين، مثل خوسيه ماريا باكيرو، ولويس إنريكي، وألبرت فيرير، وأبيلاردو، وكيكي، وألفونسو بيريز، وغيرهم. فاز المنتخب في البطولة على كولومبيا وقطر ومصر وإيطاليا وغانا، وفي النهائي على بولندا بهدفين مقابل هدف.
الألقاب الأوروبية
كأس الأمم الأوروبية
كأس الأمم الأوروبية هي بطولة دولية تقام كل أربع سنوات، وتجمع بين منتخبات أوروبا المتأهلة من التصفيات. شارك منتخب اسبانيا في هذه البطولة 15 مرة، وهي في عامي 1960 و1964 و1968 و1976 و1980 و1984 و1988 و1996 و2000 و2004 و2008 و2012 و2016 و2021 و2024. حقق المنتخب ثلاثة ألقاب في هذه البطولة، وهي في عام 1964 و2008 و2012.
كانت البطولة في عام 1964 هي أول لقب أوروبي لمنتخب اسبانيا في كرة القدم، وكان ذلك في النسخة الثانية من البطولة، التي استضافتها اسبانيا نفسها. فاز المنتخب في البطولة على رومانيا وهنغاريا والاتحاد السوفيتي، وفي النهائي على الاتحاد السوفيتي بهدفين مقابل هدف. كان من بين نجوم المنتخب في ذلك الوقت لاعبون مثل لويس سواريز، وفرانسيسكو خينتو، وخيسوس ماريا بيرو، وغيرهم.
البطولتان في عامي 2008 و2012 كانتا جزءا من الفترة الذهبية لمنتخب اسبانيا، حيث توج بطلا أوروبيا مرتين متتاليتين، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ البطولة. في عام 2008 في النمسا وسويسرا، فاز المنتخب في البطولة على روسيا والسويد واليونان وإيطاليا وروسيا مجددا، وفي النهائي على ألمانيا بهدف نظيف سجله فرناندو توريس. في عام 2012 في بولندا وأوكرانيا، فاز المنتخب في البطولة على إيطاليا وإيرلندا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال، وفي النهائي على إيطاليا بأربعة أهداف نظيفة سجلها دافيد سيلفا وخوردي ألبا وفرناندو توريس وخوان ماتا. كانت هذه المباراة النهائية هي أكبر فوز في تاريخ نهائيات كأس الأمم الأوروبية.
دوري الأمم الأوروبية
دوري الأمم الأوروبية هو بطولة دولية جديدة تقام كل عامين، وتجمع بين منتخبات أوروبا المنقسمة إلى أربعة مستويات حسب التصنيف العالمي. تقام المباريات في مجموعات داخل كل مستوى، ويتأهل الفائزون في كل مجموعة إلى الدور النهائي، الذي يحدد البطل. شارك منتخب اسبانيا في هذه البطولة مرتين، وهي في عامي 2018 و2020. في عام 2018، تصدر المنتخب مجموعته التي ضمت إنجلترا وكرواتيا، لكنه خسر في الدور نصف النهائي أمام منتخب هولندا بهدفين مقابل هدف. في عام 2020، حل المنتخب ثانيا في مجموعته التي ضمت ألمانيا وسويسرا وأوكرانيا، ولم يتأهل إلى الدور النهائي.
أبرز اللاعبين والمدربين
الهدافون والمشاركون
من بين اللاعبين الذين مثلوا منتخب اسبانيا في كرة القدم، هناك بعض اللاعبين الذين تميزوا بتسجيل الأهداف أو المشاركة في عدد كبير من المباريات. أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف هو دافيد فيا، الذي سجل 59 هدفا في 98 مباراة، يليه راؤول غونزاليس، الذي سجل 44 هدفا في 102 مباراة، ثم فرناندو توريس، الذي سجل 38 هدفا في 110 مباريات. أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات هو سيرجيو راموس، الذي شارك في 180 مباراة، يليه إيكر كاسياس، الذي شارك في 167 مباراة، ثم تشافي هرنانديز، الذي شارك في 133 مباراة.
النجوم والأساطير
من بين اللاعبين الذين مثلوا منتخب اسبانيا في كرة القدم، هناك بعض اللاعبين الذين اكتسبوا شهرة واحتراما كبيرين، سواء على المستوى الدولي أو النادي، أو بفضل مساهمتهم في إنجازات المنتخب. من هؤلاء اللاعبين نذكر بعضا منهم، مثل:
- لويس سواريز: هو أول لاعب اسباني يفوز بالكرة الذهبية، وذلك في عام 1960، بعد أن قاد برشلونة إلى الفوز بالدوري والكأس والمعرض العالمي، وقاد منتخب اسبانيا إلى الفوز بكأس الأمم الأوروبية في عام 1964. لعب لأندية ديبورتيفو لا كورونيا وبرشلونة وإنتر ميلان وسامبدوريا، وسجل 325 هدفا في مسيرته.
- إيميليو بوتراجينيو: هو أحد أبرز لاعبي ريال مدريد في تاريخه، والذي لقب بـ"النسر الصغير" نسبة إلى سرعته ومهارته. لعب لريال مدريد من عام 1983 إلى عام 1995، وفاز معه بستة ألقاب للدوري وكأسين للكأس وكأسين للسوبر وكأسين للاتحاد الأوروبي. لعب أيضا لمنتخب اسبانيا في 69 مباراة، وسجل 26 هدفا، وشارك في أربع بطولات كبرى، وهي كأس العالم 1986 و1990، وكأس الأمم الأوروبية 1984 و1988.
- تشافي هرنانديز: هو أحد أفضل لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم، والذي اشتهر بتمريراته الدقيقة وتنظيمه للعب. لعب لبرشلونة من عام 1998 إلى عام 2015، وفاز معه بثمانية ألقاب للدوري وثلاثة ألقاب للكأس وستة ألقاب للسوبر وأربعة ألقاب لدوري الأبطال وثلاثة ألقاب لكأس العالم للأندية. لعب أيضا لمنتخب اسبانيا في 133 مباراة، وسجل 13 هدفا، وشارك في سبع بطولات كبرى، وهي كأس العالم 2002 و2006 و2010 و2014، وكأس الأمم الأوروبية 2004 و2008 و2012، وفاز بثلاثة منها.
- أندريس إنييستا: هو أحد أفضل لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم، والذي اشتهر بمهاراته وإبداعه وتسجيله للأهداف الحاسمة. لعب لبرشلونة من عام 2002 إلى عام 2018، وفاز معه بتسعة ألقاب للدوري وستة ألقاب للكأس وسبعة ألقاب للسوبر وأربعة ألقاب لدوري الأبطال وثلاثة ألقاب لكأس العالم للأندية. لعب أيضا لمنتخب اسبانيا في 131 مباراة، وسجل 13 هدفا، وشارك في ست بطولات كبرى، وهي كأس العالم 2006 و2010 و2014، وكأس الأمم الأوروبية 2008 و2012 و2016، وفاز بثلاثة منها. كان هدفه في نهائي كأس العالم 2010 هو أهم هدف في تاريخ المنتخب.
- سيرجيو راموس: هو أحد أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم، والذي اشتهر بقوته وشجاعته وقيادته وتسجيله للأهداف الحاسمة. لعب لريال مدريد من عام 2005 إلى عام 2021، وفاز معه بخمسة ألقاب للدوري وثلاثة ألقاب للكأس وخمسة ألقاب للسوبر وأربعة ألقاب لدوري الأبطال وأربعة ألقاب لكأس العالم للأندية. لعب أيضا لمنتخب اسبانيا في 180 مباراة، وسجل 23 هدفا، وشارك في سبع بطولات كبرى، وهي كأس العالم 2006 و2010 و2014 و2018، وكأس الأمم الأوروبية 2008 و2012 و2016، وفاز بثلاثة منها. كان قائد المنتخب في البطولات الأربع الأخيرة.
المدربون البارزون
من بين المدربين الذين قادوا منتخب اسبانيا في كرة القدم، هناك بعض المدربين الذين تميزوا بتحقيق النتائج والألقاب أو بطرح الأساليب والفلسفات المؤثرة. من هؤلاء المدربين نذكر بعضا منهم، مثل:
- لويس أراغونيس: هو أول مدرب يقود منتخب اسبانيا إلى الفوز بكأس العالم، وذلك في عام 2010. تولى تدريب المنتخب في عام 2004، وقاده إلى الفوز بكأس الأمم الأوروبية في عام 2008، والتأهل إلى كأس العالم في عام 2010، قبل أن يترك منصبه لخليفته فيسنتي ديل بوسكي. كان له دور كبير في تطوير أسلوب لعب المنتخب القائم على الاستحواذ والتمرير، والمعروف بـ"تيكي تاكا". كما كان له دور كبير في اختيار اللاعبين المناسبين لهذا الأسلوب، وإعطاء الثقة للاعبين مثل تشافي وإنييستا وتوريس وفيا.
- فيسنتي ديل بوسكي: هو ثاني مدرب يقود منتخب اسبانيا إلى الفوز بكأس العالم، وذلك في عام 2010. تولى تدريب المنتخب في عام 2008، خلفا للويس أراغونيس، وقاده إلى الفوز بكأس العالم في عام 2010، وكأس الأمم الأوروبية في عام 2012، والوصول إلى نصف النهائي في دوري الأمم الأوروبية في عام 2018، قبل أن يترك منصبه في عام 2016. واصل مع المنتخب نفس الأسلوب الذي بدأه أراغونيس، وأضاف إليه بعض التعديلات والتنويعات، واعتمد على نفس الجيل من اللاعبين الموهوبين والمخضرمين، مع إدخال بعض العناصر الجديدة.
- لويس إنريكي: هو المدرب الحالي لمنتخب اسبانيا، والذي تولى تدريبه في عام 2018، خلفا لجولين لوبيتيغي، الذي تم إقالته قبل بداية كأس العالم في ذلك العام. قاد المنتخب إلى التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية في عام 2021، وكأس العالم في عام 2022، ويسعى إلى العودة للمنافسة على الألقاب. يمتلك خبرة ورؤية وطموحا كبيرين، حيث سبق له تدريب أندية مثل برشلونة وروما وسيلتا فيغو، وحقق معهم نتائج مميزة. يعتمد على أسلوب لعب هجومي ومتنوع، ويستخدم لاعبين شباب وموهوبين، مع الاحتفاظ ببعض العناصر الخبرة والقيادة.
التحديات والآمال المستقبلية
تصفيات كأس العالم 2022
تصفيات كأس العالم 2022 هي المرحلة الأولى للتأهل إلى كأس العالم 2022، التي ستقام في قطر. تقسم منتخبات أوروبا إلى عشر مجموعات، ويتأهل الفائز في كل مجموعة مباشرة إلى النهائيات، بينما يتنافس الوصيف في كل مجموعة مع ثلاثة منتخبات أخرى من الاتحادات الأخرى في ملحق إضافي. يلعب منتخب اسبانيا في المجموعة الثانية، التي تضم أيضا منتخبات السويد واليونان وجورجيا وكوسوفو. بدأ المنتخب التصفيات بتعادل مع اليونان بهدف لمثله، ثم فاز على جورجيا بهدفين لهدف، وعلى كوسوفو بثلاثة أهداف نظيفة. يتصدر المنتخب المجموعة بسبع نقاط، ويسعى إلى حسم التأهل في المباريات المتبقية.
بطولة أمم أوروبا 2021
بطولة أمم أوروبا 2021 هي النسخة السادسة عشرة من البطولة، والتي كان من المقرر إقامتها في عام 2020، لكنها تأجلت بسبب جائحة كورونا. تقام البطولة في 12 مدينة أوروبية مختلفة، وتشارك فيها 24 منتخبا متأهلا من التصفيات. يلعب منتخب اسبانيا في المجموعة الخامسة، التي تضم أيضا منتخبات السويد وبولندا وسلوفاكيا. ستقام مباريات المنتخب في ملعب لا كارتوخا في إشبيلية، ويأمل المنتخب في الاستفادة من عامل الأرض والجمهور، وتخطي المجموعة والمنافسة على اللقب.
الجيل الجديد
الجيل الجديد هو مصطلح يطلق على اللاعبين الشباب الذين يمتلكون موهبة وإمكانات كبيرة، والذين يسعون إلى إثبات أنفسهم واستلام الزمام من اللاعبين الأكبر سنا والأكثر خبرة. يمتلك منتخب اسبانيا العديد من اللاعبين الشباب الذين يلعبون في أندية كبيرة ويقدمون أداء مميزا، سواء على المستوى النادي أو الدولي. من هؤلاء اللاعبين نذكر بعضا منهم، مثل:
- بيدري: هو لاعب وسط مهاري ومبدع، يلعب لبرشلونة ومنتخب اسبانيا. ولد في عام 2002، وبدأ مسيرته في لاس بالماس، قبل أن ينتقل إلى برشلونة في عام 2020. أصبح لاعبا أساسيا في تشكيلة الفريق الكتالوني، وشارك في 52 مباراة وسجل أربعة أهداف في موسمه الأول. كما شارك مع منتخب اسبانيا في سبع مباريات، وسجل هدفا واحدا، وتم اختياره ضمن قائمة المنتخب لبطولة أمم أوروبا 2021.
- فيران توريس: هو لاعب هجومي سريع ومتعدد المهام، يلعب لمانشستر سيتي ومنتخب اسبانيا. ولد في عام 2000، وبدأ مسيرته في فالنسيا، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي في عام 2020. أصبح لاعبا مهما في تشكيلة الفريق الإنجليزي، وشارك في 36 مباراة وسجل 13 هدفا في موسمه الأول. كما شارك مع منتخب اسبانيا في 11 مباراة، وسجل سبعة أهداف، وتم اختياره ضمن قائمة المنتخب لبطولة أمم أوروبا 2021.
- أنسو فاتي: هو لاعب هجومي موهوب ومتفجر، يلعب لبرشلونة ومنتخب اسبانيا. ولد في عام 2002، وبدأ مسيرته في أكاديمية لا ماسيا التابعة لبرشلونة، وصعد إلى الفريق الأول في عام 2019. أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ الدوري الاسباني، وأصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ دوري الأبطال. شارك في 43 مباراة وسجل 13 هدفا مع برشلونة، قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة في ركبته في نوفمبر 2020. كما شارك مع منتخب اسبانيا في أربع مباريات، وسجل هدفا واحدا، ويأمل في العودة للملاعب قريبا.
خلاصة
في هذا المقال، تعرفنا على منتخب اسبانيا لكرة القدم، والذي يعد من أشهر وأنجح المنتخبات في تاريخ هذه الرياضة. تعرفنا على تاريخ المنتخب والألقاب التي حققها على المستوى العالمي والأوروبي، واستعرض أبرز اللاعبين والمدربين الذين ساهموا في إنجازاته، ولقي نظرة على التحديات والآمال المستقبلية لهذا المنتخب.
من خلال هذا المقال، نستطيع أن نقول أن منتخب اسبانيا لكرة القدم هو منتخب عريق ومميز، وأنه يمتلك تاريخا حافلا بالنجاحات والألقاب، وأنه يضم جيل جديد من اللاعبين الشباب الذين يحملون الطموح والإمكانات للمحافظة على هذا التألق والتميز.
في الختام، نتمنى أن يكون هذا المقال قد أعجبكم وأفادكم، وندعوكم لمتابعة المزيد من المقالات المتعلقة بكرة القدم والرياضة عموما. وإذا كان لديكم أي تعليقات أو استفسارات أو اقتراحات، فلا تترددوا في مراسلتنا أو ترك تعليق أسفل المقال. والآن، دعونا نترككم مع بعض الأسئلة المتكررة حول موضوع المقال.
الأسئلة المتكررة
ما هو عدد الألقاب التي حققها منتخب اسبانيا في تاريخه؟
اعتبارًا من يوم 25 نوفمبر 2023، حقق منتخب إسبانيا لكرة القدم 5 ألقاب دولية، وهي:
- كأس العالم مرة واحدة عام 2010.
- كأس الأمم الأوروبية 3 مرات أعوام 1964، 2008، 2012.
- دوري الأمم الأوروبية مرة واحدة عام 2023.
كما حقق منتخب إسبانيا ميدالية ذهبية في كرة القدم في الألعاب الأولمبية الصيفية 1992.
وبهذا، فإن منتخب إسبانيا هو أحد المنتخبات الأوروبية الأكثر نجاحًا على الإطلاق، وواحد من المنتخبات القليلة التي فازت بالثلاثية (كأس العالم، كأس الأمم الأوروبية، دوري الأمم الأوروبية).
من هو أفضل لاعب في تاريخ منتخب اسبانيا؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على المعايير التي يتم استخدامها لتقييم اللاعبين. إذا تم استخدام الألقاب كمعايير، فإن أفضل لاعب في تاريخ منتخب إسبانيا هو دافيد فيا، الذي يُعد الهداف التاريخي للمنتخب برصيد 59 هدفًا، وساهم بشكل كبير في تحقيق منتخب إسبانيا لكأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2008 و2012.
أما إذا تم استخدام المهارات الفردية والتأثير على اللعب كمعايير، فإن أفضل لاعب في تاريخ منتخب إسبانيا هو ألفريدو دي ستيفانو، الذي يُعد أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، وقد لعب مع منتخب إسبانيا في الفترة من 1957 إلى 1961، وسجل 23 هدفًا في 31 مباراة.
وهناك أيضًا لاعبون آخرون يمكن اعتبارهم من أفضل لاعبي منتخب إسبانيا في التاريخ، مثل:
- إيكر كاسياس، الحارس المخضرم الذي قاد منتخب إسبانيا لتحقيق كأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2008 و2012.
- أندريس إنييستا، لاعب خط الوسط المبدع الذي سجل هدف الفوز في نهائي كأس العالم 2010.
- تشافي هيرنانديز، لاعب خط الوسط المنظم الذي كان أحد الأعمدة الأساسية في منتخب إسبانيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي النهاية، فإن أفضل لاعب في تاريخ منتخب إسبانيا هو أمر نسبي يختلف باختلاف آراء وتقييمات الناس.
من هو أفضل مدرب في تاريخ منتخب اسبانيا؟
هذا السؤال أيضا لا يمكن الإجابة عليه بشكل قاطع، حيث أن كل مدرب له طريقته وفلسفته ونجاحاته وتحدياته، ويمكن أن يكون الأفضل بناء على معايير مختلفة، مثل النتائج أو الألقاب أو الأسلوب أو القيادة. لكن بشكل عام، يمكن أن نذكر بعض المدربين الذين يعتبرون من أفضل مدربي منتخب اسبانيا في تاريخه، مثل لويس أراغونيس، وفيسنتي ديل بوسكي، ولويس إنريكي، وغيرهم.
إرسال تعليق