تُعد كرة القدم أكثر من مجرد رياضة؛ فهي لغة تجمع الشعوب وشغف يوحّد الملايين حول العالم. وفي قلب هذه اللعبة الرائعة، يبرز الهدافون كنجوم يُضيئون الملاعب، يكتبون بأقدامهم تاريخًا خالدًا لا يُنسى. هؤلاء اللاعبين هم عنوان الحسم، وأيقونات المهارة، وقادة اللحظات الحاسمة التي غيرت مجرى المباريات والبطولات.
في هذا المقال، نستعرض قائمة بأفضل 10 هدافين دوليين في تاريخ كرة القدم، أولئك الذين جعلوا الشباك تهتز مرارًا وتكرارًا، وخلدوا أسمائهم بحروف من ذهب في ذاكرة المستديرة.
10. غودفري تشيتالو (زامبيا) – 79 هدفًا
غودفري تشيتالو، الأسطورة الزمبية، يُعتبر من أبرز الهدافين في تاريخ كرة القدم الإفريقية. برصيد 79 هدفًا خلال 111 مباراة دولية بين عامي 1968 و1980، تفوق تشيتالو على العديد من الأسماء الكبيرة بمعدل تهديفي مذهل. وفي عام 1972، زعمت الاتحاد الزمبي أنه سجل أكثر من مئة هدف خلال سنة واحدة، مما قد يضعه فوق الرقم القياسي الذي حققه ليونيل ميسي عام 2012.
طوال مسيرته، ظل تشيتالو وفيًا لبلاده، حيث لعب كامل مشواره في الأندية المحلية، قبل أن يتولى تدريب المنتخب الوطني. لكن القدر كان له رأي آخر، إذ رحل في حادث تحطم طائرة مأساوي عام 1993، ليبقى إرثه خالدًا في ذاكرة كرة القدم.
9. روبرت ليفاندوفسكي (بولندا) – 83 هدفًا
روبرت ليفاندوفسكي، القائد التاريخي للمنتخب البولندي، يُعد رمزًا للتألق والإنجازات في الساحة الدولية. بصفته هداف بولندا الأول وصاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية، يستمر مهاجم برشلونة في كتابة فصول جديدة من مسيرته الحافلة. أحرز ليفاندوفسكي هدفه الدولي الـ83 خلال يورو 2024، مسجلًا هدفًا حاسمًا من ركلة جزاء أمام فرنسا.
ورغم بلوغه 35 عامًا، يظل الأمل قائمًا في قدرته على مواصلة العطاء، وربما دخول نادي المئة كواحد من أعظم الهدافين في تاريخ أوروبا، لكن تحقيق هذا الإنجاز يتطلب مجهودًا استثنائيًا بالنظر إلى التحديات القادمة.
8. فيرينك بوشكاش (المجر) – 84 هدفًا
يعد فرينك بوشكاش أحد أعظم أساطير كرة القدم المجرية والعالمية، اقترب بشدة من تحقيق معدل تهديفي مذهل يقترب من هدف في كل مباراة. سجل بوشكاش 84 هدفًا خلال 85 مباراة دولية، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ اللعبة. وكان من أبرز أهدافه هدف الافتتاح في نهائيات كأس العالم 1954، حيث خسرت المجر أمام ألمانيا الغربية بنتيجة 3-2 في مباراة تاريخية.
لم تتوقف إنجازاته عند حدود المنتخبات؛ فقد تألق في البطولات الأوروبية مع ريال مدريد، وسجل أرقامًا خرافية، منها أربعة أهداف في نهائي واحد وهاتريك في آخر، ليظل إرثه خالدًا في ذاكرة كرة القدم.
7. روميلو لوكاكو (بلجيكا) – 85 هدفًا
رغم التحديات التي تواجه روميلو لوكاكو في مسيرته، مثل فترات عدم الاستقرار مع تشيلسي وصعوبة إثبات نفسه في اللحظات الحاسمة، إلا أن إنجازاته الدولية تثبت قيمته الكبيرة كمهاجم. سجل 85 هدفًا في 118 مباراة دولية فقط، وهو رقم يفوق نسبة التهديف لأساطير العصر الذهبي.
على الرغم من إخفاقاته في بعض المناسبات الكبرى، بما في ذلك تصفيات يورو 2024 التي تصدر قائمتها بـ14 هدفًا دون ترك بصمة في البطولة نفسها، يظل لوكاكو أحد أبرز هدافي كرة القدم العالمية بفضل تأثيره الكبير وحضوره القوي في المباريات.
6. علي مبخوت (الإمارات) – 85 هدفًا
علي مبخوت، أحد أبرز نجوم الكرة الإماراتية، صنع لنفسه تاريخًا لا يُنسى في مسيرته الكروية، رغم بقائه داخل حدود بلاده. اللاعب الذي وُلد وترعرع في أبوظبي، قدّم أداءً مذهلًا مع نادي الجزيرة حيث أحرز أكثر من 250 هدفًا قبل انتقاله إلى النصر هذا العام.
على الصعيد الدولي، سجل مبخوت 85 هدفًا خلال 114 مباراة، وهو رقم يعكس كفاءته الكبيرة كمهاجم هدّاف. ورغم ذلك، أثير الجدل مؤخرًا بعد أن أبقاه المدرب باولو بينتو على مقاعد البدلاء دون إشراكه في كأس آسيا 2023، ما أثار تساؤلات حول اختيارات المدرب. ومع ذلك، يظل مبخوت نموذجًا للإصرار والالتزام، متألقًا كأحد رموز الكرة الخليجية.
5. مختار دهاري (ماليزيا) – 89 هدفًا
مختر داهاري، أسطورة كرة القدم الآسيوية، كان رمزًا رياضيًا لماليزيا خلال السبعينيات والثمانينيات. أمضى داهاري غالبية مسيرته في نادي طفولته سيلانجور، حيث أثبت نفسه كواحد من أبرز المهاجمين بتسجيله 89 هدفًا خلال 142 مباراة دولية. داهاري، المعروف بلقب "سوبرموك"، قدم لحظات لا تُنسى، منها تسجيله هدفين في مباراة ودية ضد أرسنال عام 1975.
ورغم اهتمام أندية كبرى مثل ريال مدريد بضمه، فضّل البقاء وفيًا لجذوره. للأسف، انتهت مسيرته وحياته بشكل مأساوي بعد معاناته من مرض التصلب الجانبي الضموري، ليرحل عن العالم بعمر 37 عامًا فقط.
4. سونيل تشيتري (الهند) – 94 هدفًا
سونيال تشيتري، أيقونة كرة القدم الهندية وواحد من أعظم لاعبيها عبر التاريخ، حقق مسيرة استثنائية جعلته يتربع على قائمة هدافي منتخب بلاده. رغم أن معظم محطات مسيرته الاحترافية كانت داخل الدوري الهندي، إلا أنه خاض تجارب خارجية مع أندية مثل سبورتينغ كانساس سيتي وسبورتينغ لشبونة، لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى الفرق الأولى.
بدأ تشيتري مشواره الدولي عام 2005 بمواجهة أمام باكستان، واستمر في تمثيل المنتخب لما يقارب عقدين من الزمن، محققًا 94 هدفًا في 151 مباراة بقميص "النمور الزرقاء". ورغم أنه أعلن اعتزاله اللعب الدولي مؤخرًا، إلا أن شغفه باللعبة يظل حيًا كما أشار في رسالة مؤثرة عند اعتزاله، مؤكدًا أن "الطفل بداخله لا يزال يتوق للعب، لكن الحكمة نادت بالتوقف".
3. علي دائي (إيران) – 108 أهداف
علي دائي، أسطورة كرة القدم الإيرانية، ظل لفترة طويلة يحمل رقماً قياسياً دولياً بدا من المستحيل كسره. أحرز 108 هدفاً بقميص المنتخب الإيراني، تاركاً بصمة لا تُمحى في تاريخ اللعبة. في عام 2006، سجل دائي هدفه الأخير، في وقت كان فيه ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لا يزالان في بداية مسيرتيهما الدولية.
من كان يتخيل حينها أن مونديال ألمانيا في ذلك الصيف سيشهد نهاية مسيرة هداف عظيم، وبداية فصل جديد سيُكتَب فيه تاريخ تجاوز هذا الرقم؟
2. ليونيل ميسي (الأرجنتين) – 109 أهداف
يواصل ليونيل ميسي إبهار العالم بإنجازاته الاستثنائية مع المنتخب الوطني. في نصف نهائي كوبا أمريكا 2024، أحرز هدفًا ربما بدا بسيطًا في تنفيذه، لكنه كان محوريًا في تعزيز تقدم الأرجنتين نحو نهائي ثالث على التوالي في البطولات الكبرى. هذا الهدف لم يكن مجرد رقم إضافي، بل كان لحظة تاريخية، حيث تجاوز به الإيراني علي دائي ليصبح ثاني أعظم هداف في تاريخ المنتخبات.
ورغم بلوغه 37 عامًا وبوادر اقتراب نهاية مشواره الدولي، لا يزال الحديث عن إمكانية استمراره حتى الأربعين قائمًا، كما فعل غريمه التقليدي. وإن كان هذا الهدف هو الأخير في مسيرته مع الأرجنتين، فإنه يختصر قصة لاعب صنع المجد بموهبة فذة وعزيمة لا تلين، تاركًا بصمة خالدة في ذاكرة كرة القدم.
1. كريستيانو رونالدو (البرتغال) – 130 هدفًا
يُعتبر كريستيانو رونالدو أسطورة لا مثيل لها في عالم كرة القدم، حيث حقق إنجازات استثنائية على كافة المستويات. برز مع ريال مدريد كأفضل هداف في تاريخ النادي، وحفر اسمه في سجلات دوري أبطال أوروبا كأفضل هداف في تاريخ المسابقة. وعلى المستوى الدولي، قد يُختتم مشواره مع منتخب البرتغال كأفضل هداف في تاريخ المنتخبات الوطنية. ورغم أن بطولة يورو 2024 ربما كانت تحديًا صعبًا، حيث لم ينجح في التسجيل للمرة الأولى في مسيرته في البطولات الكبرى، إلا أن إرثه مع البرتغال كان قد تحقق منذ سنوات طويلة.
إرسال تعليق