الرقم 7 ليس مجرد رقم في عالم كرة القدم؛ بل هو رمز للأناقة، المهارة، والإبداع داخل المستطيل الأخضر. عبر العقود، تألق العديد من النجوم وهم يحملون هذا الرقم، ليصبح مرادفًا للتميز والإلهام. من اللاعبين الذين غيّروا مجرى المباريات بلمساتهم الساحرة إلى أولئك الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ أنديتهم ومنتخباتهم، الرقم 7 كان دائمًا شاهدًا على لحظات لا تُنسى.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة لاستعراض أعظم 10 لاعبين حملوا هذا الرقم الأسطوري، ليبقوا في ذاكرة عشاق اللعبة الجميلة إلى الأبد.
المركز العاشر: فرانك ريبيري
بدأ النجم الفرنسي فرانك ريبيري مسيرته بشكل متقلب، حيث لعب لخمس أندية خلال خمس سنوات فقط. بعد فترة قضاها في مع نادي مارسيليا، وجد وجهته الحقيقية عام 2007 عندما انضم إلى بايرن ميونيخ. هناك، تألق بشكل استثنائي وأصبح جزءًا من أحد أقوى الثنائيات الهجومية في تاريخ كرة القدم، إلى جانب الهولندي آريين روبن، في شراكة لُقبت بـ"روبيري".
على مدار 12 عامًا في صفوف بايرن، ساهم ريبيري في ترسيخ مكانة الفريق كقوة عظمى، محققًا تسعة ألقاب دوري ألماني ومجد دوري أبطال أوروبا في موسم 2012/2013. بأسلوبه المميز الذي جمع بين المهارة والسرعة، غادر ريبيري الفريق في 2019 وهو رمز خالد في تاريخ النادي، ليبدأ فصلًا جديدًا مع فيورنتينا في إيطاليا.
المركز التاسع: روبيرت بيريس
روبيرت بيريس، أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بتاريخ أرسنال الذهبي، انضم إلى النادي في وقت كانت التطلعات فيه عالية لتعويض رحيل النجم مارك أوفرمارس إلى برشلونة. رغم وصوله إلى لندن في منتصف العشرينيات من عمره، استغرق بيريس وقتًا للتأقلم مع إيقاع كرة القدم الإنجليزية السريع، لكنه أثبت بمرور الوقت أنه صفقة استثنائية.
مع مرور المواسم، أصبح النجم الفرنسي عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة أرسنال، مسهمًا بأداء رائع ساهم في ترسيخ مكانته بين أعظم لاعبي الفريق. وضمن موسم "اللا هزيمة" الأسطوري، كان بيريس أحد الأركان الأساسية، مسجلًا 14 هدفًا وصانعًا لسبعة أخرى، ليساهم في تحقيق إنجاز لم يتكرر منذ أكثر من قرن.
المركز الثامن: ديفيد بيكهام
ديفيد بيكهام هو واحد من أبرز الأسماء التي تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الرقم 7 في مانشستر يونايتد. تميز بأسلوبه الفريد في تنفيذ الكرات الثابتة، حيث جعل من هذه المواقف فرصًا شبه مضمونة لفريقه، بفضل تقنيته العالية ودقته الاستثنائية. ورغم أنه لم يكن الأسرع بين الأجنحة، إلا أن موهبته الفنية وقدرته على قراءة المباراة عوضت ذلك ببراعة.
على المستوى الدولي، ارتدى بيكهام الرقم 7 مع المنتخب الإنجليزي، حيث كان قائدًا للمنتخب لمدة ست سنوات، وهو ما يعكس شخصيته القيادية داخل وخارج الملعب. خلال مسيرته، تألق مع مانشستر يونايتد وريال مدريد، حيث تنوعت أدواره بين اللعب على الجناح والمشاركة في العمق. وكما قال السير أليكس فيرغسون عن بيكهام، فإن التزامه بالتدريبات ومثابرته جعلت منه مثالًا يُحتذى به، حتى بين اللاعبين الأقل موهبة.
المركز السابع: السير كيني دالجليش
السير كيني دالجليش، المعروف بلقب "الملك كيني" بين عشاق سلتيك وليفربول، يعد من أعظم الأسماء التي أثرت في تاريخ كرة القدم. بدأ مشواره في موطنه إسكتلندا مع فريق سلتيك، حيث قضى ثمانية أعوام مليئة بالألقاب والإنجازات، قبل أن ينتقل إلى ليفربول ويبدأ رحلة أسطورية استمرت 13 عامًا.
تميز دالجليش بموهبة تهديفية لافتة خلال بداياته، ورغم تراجع معدله التهديفي مع تقدم العمر، ظل ركيزة أساسية في تشكيل ليفربول خلال فترة الثمانينيات. لاحقًا، جمع بين أدوار اللاعب والمدرب، حيث ركز على تطوير المواهب الشابة، مما عزز مكانته كرمز في تاريخ النادي.
وعلى صعيد المنتخبات، يتشارك دالجليش الرقم القياسي كأفضل هداف في تاريخ المنتخب الإسكتلندي برصيد 30 هدفًا، إلى جانب كونه الأكثر تمثيلًا لبلاده دوليًا، ما يرسخ إرثه كلاعب استثنائي في عالم كرة القدم.
المركز السادس: راؤول
راؤول، أحد أبرز أيقونات ريال مدريد، يُعد تجسيدًا للوفاء والتميز في عالم كرة القدم. انطلق في مسيرته مع شباب النادي الملكي عام 1992، قادمًا من أتلتيكو مدريد، ليظهر لأول مرة مع الفريق الأول عام 1994. خلال 16 عامًا في العاصمة الإسبانية، نجح في حصد ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا وستة ألقاب دوري إسباني، تاركًا بصمة خالدة في تاريخ النادي.
رغم أن تسجيل الأهداف كان شغفه الأساسي، إلا أن مهاراته تجاوزت هذا الجانب، حيث أثبت قدرته على صناعة اللعب بذكاء، خاصة في المراحل الأخيرة من مسيرته عندما تراجعت سرعته قليلاً. ما لم يتغير أبدًا هو رؤيته الثاقبة وتحركاته الذكية داخل الملعب، التي جعلت منه رمزًا للفكر التكتيكي والقيادة الميدانية.
المركز الخامس: لويس فيغو
لويس فيغو، أحد أعظم من حملوا القميص رقم 7، كان لاعبًا موهوبًا بمهارات استثنائية جعلته رمزًا للتألق في كرة القدم. حظي بتقدير عالمي عندما توّج بالكرة الذهبية عام 2000، وهو العام نفسه الذي أثار فيه جدلًا كبيرًا بانتقاله من برشلونة إلى الغريم التقليدي ريال مدريد في صفقة قياسية لا تزال تُذكر حتى اليوم.
خلال فترته في الدوري الإسباني، اشتهر فيغو بسرعته الفائقة ومهاراته الفنية التي كانت تخترق دفاعات الخصوم بسهولة مذهلة. وعند انتقاله إلى إنتر ميلان، أعاد اختراع نفسه كلاعب وسط مركزي، حيث عوّض تراجع سرعته بفضل رؤيته الحادة وقدرته الفنية العالية، مما عزز مكانته كواحد من أفضل لاعبي جيله.
المركز الرابع: إريك كانتونا
إريك كانتونا، المعروف بلقب "الملك"، لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل رمزًا للأناقة والجرأة على أرض الملعب. بدأ مسيرته الإنجليزية مع ليدز يونايتد، حيث لعب دورًا بارزًا في قيادة الفريق للفوز بآخر موسم من الدرجة الأولى قبل إطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز. بعد ذلك، انتقل إلى مانشستر يونايتد، ليبدأ حقبة جديدة من التألق.
بفضل مهاراته الاستثنائية وثقته اللافتة، أصبح كانتونا نجمًا بارزًا في خط الهجوم. رغم موقعه الهجومي، أظهر التزامًا كبيرًا بالأدوار الدفاعية، مما جعله لاعبًا متكاملاً. خلال خمس سنوات قضاها في أولد ترافورد، ترك بصمة لا تُنسى قبل أن يتخذ قرار الاعتزال المبكر في سن الثلاثين.
المركز الثالث: جورج بيست
يُعد جورج بيست رمزًا خالدًا لكرة القدم، اشتهر بحياته المثيرة خارج الملعب بقدر مهاراته الفذة داخله. ورغم الجدل الذي أحاط به، إلا أن موهبته لا يمكن إنكارها، حيث يُعتبر من أعظم من ارتدى القميص رقم 7. بأسلوب لعب مبهر وسرعة استثنائية، كان بيست يُذهل الجماهير وخصومه على حد سواء. قدرته على التحكم بالكرة بقدميه بمهارة فائقة جعلته كابوسًا لأي مدافع يحاول مجاراته، تاركًا بصمة لا تُنسى في تاريخ اللعبة.
المركز الثاني: غارينشيا
غارينشيا، أسطورة برازيلية جسّدت معنى التحدي والإبداع في كرة القدم، رغم ولادته بعيب خلقي تسبب في اختلاف طول ساقيه. لم يكن يحمل طموحًا كبيرًا في شبابه ليصبح لاعبًا محترفًا، لكنه صنع مجده بموهبته الفريدة، حيث أبدع في ابتكار حركات ومهارات استثنائية على أرض الملعب، ليُخلّد اسمه كأحد أعظم من ارتدوا القميص رقم 7.
ساهم غارينشيا بشكل حاسم في قيادة البرازيل إلى التتويج بكأس العالم 1962، بعد إصابة زميله بيليه، وشكّلا معًا ثنائيًا لا يُهزم في 40 مباراة دولية. وفي احتفالية الذكرى الستين لجائزة الكرة الذهبية عام 2016، أُعيد النظر في قائمة الفائزين السابقة ليُمنح غارينشيا شرف الفوز بجائزة عام 1962 بأثر رجعي، تقديرًا لدوره الذي لا يُنسى في تلك الفترة الذهبية من تاريخ كرة القدم.
المركز الأول: كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو، اسم محفور في تاريخ كرة القدم كواحد من أعظم اللاعبين على الإطلاق. بدأ مسيرته مع سبورتينغ لشبونة، لكنه لم يحتج إلى وقت طويل ليجذب أنظار العالم، حيث انطلق نحو النجومية من بوابة مانشستر يونايتد. هناك، صقل موهبته ليصبح أحد أبرز اللاعبين في جيله، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد، النادي الذي شهد أوج تألقه. خلال تسع سنوات مع الملكي، أضاف إلى خزائنه لقبين في الدوري الإسباني وأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا، من بينها ثلاثية متتالية مذهلة بين 2015 و2018.
بعد مغادرته مدريد، حمل رونالدو شعلة التحدي إلى يوفنتوس، ثم عاد لفترة قصيرة إلى مانشستر يونايتد، قبل أن يخوض تجربة جديدة في السعودية. ومع اقترابه من بلوغ عامه الأربعين، ما زال رونالدو يبهر الجميع بلياقته وروحه التنافسية. عندما يقرر تعليق حذائه أخيرًا، سينتهي فصل من أساطير اللعبة، وستبقى إرثه حاضرة في ذاكرة عشاق المستديرة حول العالم.
إرسال تعليق